السعودية تتألق رقمياً في جيتكس- قصة ريادة وتحول وطني
المؤلف: عبده خال11.14.2025

منذ بضعة أسابيع فقط، ذاع صيت المملكة العربية السعودية في الأوساط الإخبارية التقنية العالمية، وذلك بعد أن حققت قفزة نوعية نحو صدارة الدول الرائدة في مجال التحول الرقمي. فقد ارتقى ترتيب المملكة بخمسة وعشرين مركزاً في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية لعام 2024، محققة بذلك المركز الرابع على مستوى العالم، والمركز الأول على الصعيد الإقليمي، فضلاً عن احتلالها المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في مؤشر الخدمات الرقمية. هذا الإنجاز الباهر لم يكن مستغرباً على الإطلاق بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في ربوع المملكة، حيث أصبحت الرقمنة جزءاً لا يتجزأ من صميم حياة المواطنين والمقيمين على حد سواء، مما أسهم بشكل فعال في الارتقاء بجودة الحياة وتحسين الخدمات اليومية المقدمة لهم.
واليوم، يعود اسم المملكة العربية السعودية ليتردد صداه مرة أخرى في فضاء التقنية والابتكار، وذلك من خلال مشاركتها المتميزة والفعالة في معرض "جيتكس جلوبال"، الذي يعتبر الحدث الأضخم والأكثر شمولية في عالم التكنولوجيا. هذا المعرض يمثل منصة عالمية فريدة لتبادل الأفكار الخلاقة والابتكارات الرائدة. لقد كانت مشاركة الشركات السعودية في هذا المحفل العالمي لافتة للنظر بشكل خاص، حيث قدمت المملكة نفسها كقوة رقمية متقدمة ومزدهرة، وذلك بفضل ما تعرضه من منصات وحلول رقمية مبتكرة، تجسد ريادتها في سوق العمل ومسيرة التحول الرقمي الطموحة.
شركة "تكامل" السعودية، والتي تعتبر نموذجاً بارزاً لهذا التميز، قدمت باقة متنوعة من الحلول الرقمية التي استقطبت أنظار الزوار وأبرزت إنجازات المملكة المتواصلة في مجال التطوير الرقمي. تُعد منصة "قوى" بمثابة نقطة الانطلاق الأساسية للباحثين عن فرص عمل ولأصحاب الشركات والمؤسسات على حد سواء، وهي تعزز مفهوم التوظيف الرقمي وتسهل عملية الربط بين الكفاءات المتميزة وأصحاب الأعمال. أما منصة "مساند"، فهي متخصصة في تسهيل وتنظيم قطاع العمالة المنزلية، وتضمن حقوق العمال وأصحاب العمل على حد سواء، في إطار من الشفافية والعدالة. وتضطلع مبادرة "الاعتماد المهني" بدور حيوي في الارتقاء بمستوى وجودة القوى العاملة، وذلك من خلال اعتماد وتصنيف المهنيين في مختلف المجالات والتخصصات.
بالإضافة إلى هذه المنصات المتميزة، قدمت شركة "تكامل" حلولاً متطورة في قطاع النقل الرقمي، تهدف إلى تحسين كفاءة الخدمات وزيادة سهولة تنقل الأفراد. يجب التأكيد على أن هذه الحلول ليست مجرد أدوات تقنية عابرة، بل هي تجسيد ملموس لخطط المملكة الطموحة ورؤيتها المستقبلية، المرتبطة ارتباطاً وثيقاً برؤية السعودية 2030، والتي تطمح إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي رائد في الاقتصاد الرقمي.
إن معرض "جيتكس" لا يقتصر دوره على كونه مجرد ساحة لعرض أحدث الابتكارات التقنية، بل هو أيضاً منصة مهمة للتأكيد على مكانة المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي ومؤثر في مجال التكنولوجيا الرقمية على مستوى العالم. إن مشاركة الشركات السعودية في هذا المعرض العالمي المرموق تعكس التزام المملكة الراسخ بالتحول الرقمي الشامل، ليس فقط في القطاع الحكومي، بل أيضاً في القطاع الخاص، وذلك من خلال إقامة شراكات متينة ومثمرة تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة ورفع كفاءة سوق العمل.
من أبرز ما يميز هذه المشاركة هو التعاون الوثيق والمثمر بين الحكومة والقطاع الخاص في تطوير منصات رقمية متقدمة تعتمد على أحدث التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي والرقمنة الشاملة. هذا التعاون الوثيق يعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية ويضعها في طليعة الدول التي تتبنى التحول الرقمي كاستراتيجية مستقبلية، تساهم في بناء بيئة عمل أكثر شفافية وكفاءة وإنتاجية.
إننا نعيش اليوم في عصر رقمي مزدهر تقوده المملكة العربية السعودية بقوة وثبات، وقد ساهمت مشاركتها الفعالة في معرض "جيتكس" في تعزيز هذا الدور القيادي الريادي. لقد قدمت المملكة نفسها للعالم كنموذج يُحتذى به في مجال الابتكار الرقمي والتطور التكنولوجي. وتلك المنصات والحلول الرقمية المبتكرة التي عرضتها الشركات السعودية لم تعد مجرد مشاريع وطنية محدودة النطاق، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد العالمي، حيث تُستخدم على نطاق واسع لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات، وتساهم بشكل فعال في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم.
وفي الختام، يمكننا القول بكل ثقة إن معرض "جيتكس" كان بمثابة شهادة جديدة تؤكد على التطور المذهل الذي تشهده الرقمنة في المملكة العربية السعودية. وإن المستقبل الرقمي للمملكة يبدو الآن أكثر إشراقاً وتألقاً، بفضل هذه الابتكارات والحلول الرقمية الرائدة التي تضعها المملكة بكل فخر واعتزاز على الساحة العالمية.
